top of page

محو الامية ام نحو الامية


نصب الحرية

غريب ذلك الكلام او الراي الذي اسمعه عن " لما الشعب ساكت" او لماذا لا يثور! فهل سال نفسه هذا السائل لماذا أصلا يجب ان " يثور"؟ الشعب العراقي الان مستمتع جدا بهذا الوضع وكل من ينكر ذلك فليأتي بدليل. فحديث المقاهي التي تطورت قليلا وأصبح لها شق ثاني اسمه محطات تلفزيونية أرخص من الشاي ثقافةً وعلما لن يكون سوى كلام في كلام للتنفيس هذه المقاهي التلفزيونية ليس لديها برامج سوى برامج المهاترات والمناطحات الهراتية وكلام بنوعية المقاهي من الصباح حتى المساء. عندما يتم استضافة أحد اللصوص من المنطقة القذراء فهذا لا يعني انهم يريدون تبيان الحقيقة او فضح لص بدرجة مسؤول. بالعكس يتم هذا بالاتفاق معه سلفا كي يتم تبييض افعاله فالمحاسبة يجب ان تتم في اروقة المحاكم لا في اروقة المقاهي التلفزيونية اليس كذلك! كم لص بدرجة مسؤول تم استضافته في هذه المقاهي التلفزيونية واعترف بشكل واضح وصريح بانه اما قاتل او سارق او انتهازي وما الى غير ذلك من جرائم وخرج مرفوع الراس والصدر ولم يتم حتى استدعائه لمحكمة او حتى تحقيق!

فلنكن منطقيين، على الأقل بعد هذه الأربعة عشر سنة عجاف. أي شعب هذا الذي تريدونه يخرج لمظاهرات!

الشعب الذي يتكلم بمنطق ان " لفة گص وقوطية ببسي " عنده منتهى السعادة والحرية ويعتقد إذا تغير الحكم سيصبح سنيا ويمنعه من هذا!

ام الشعب الذي جُل امنيته ان يخرج ماشيا حافي القدم في مناسبة دينية لأكثر من مئة كيلومتر ويُعطل الشوارع ولا يعمل لأيام حتى بلغ مقدار العُطل في السنة الواحدة أكثر من 120 يوم أي تقريبا 4 أشهر غير محسوبٌ أيام العطل الأسبوعية! أي انه شعب لا ينتج اطلاقا ولن يُنتج فقواعد الإنتاج غير متوفرة لا فكريا ولا ماديا في دولة يسكنها هكذا شعب وتحكمه أكثر من 70 ميليشيا ذات ولاءات مزدوجة واغلبها ولاء لإيران فقط.

ام الشعب الذي يعتقد انه تيار مدني لكنه يخرج لمظاهرة بالأحرى هي تجمع فقط بأمر السيد ويرجع بأمر السيد كالقطيع! الشعب الذي يبحث عن هوية فتارة شيوعي ولا يدري نفسه بانه شيعي وتارة يتقمص دور المدني لكنه يرزح تحت " الخطوط الحمراء" وضائع تائه بين هذه التفاهات الفكرية البليدة ويصرح بانه لا يؤمن بالله لكن " السيد" خط احمر وتاج راس!

ام الشعب الذي يصف نفسه بانه ليبرالي لكن هيهات ان يناقشك إذا ما خالفته الرأي بل سيستعمل اقصى قوة يملكها كي يقصيك من المشهد ويبقى الامر انت وحظك ماهي هذه القوة التي يملكها فاذا كانت مجلس فيبدأ بالشتم والطرد وإذا كانت ملتقى فكري على النت فسينتهي الامر أيضا بالشتم والطرد اما إذا كانت القوة هي سلاح بيده او سلطة فعندها لم يبقى لديك في هذا الحياة سوى بضع دقائق او حتى ثوانٍ معدودات.

ام الشعب الذي لازال يردد ويكيل التهم المعلبة الجاهزة لأي انتقاد إيجابي حاد لسلطة اللصوص والميليشيات بانك " بعثي، إرهابي، داعشي، ناصبي) الخ من هذه الترنيمة البائسة رغم مرور 14 سنة على استلامه للسلطة وادعائه بانه منتصر على داعش وغيره.

ام الشعب الذي يقول ويؤمن بان حاكم شيعي ظالم ولا سني عادل! كم من قصة حقيقية شاهدنا ونشاهد كل يوم بل كل ساعة عن غرائب وعجائب ما تفعله الميليشيات ولم يحرك ساكنا فقط لأنها تمثل طائفته!

ام الشعب الذي انتخب وبعلمه اشخاص بشهادات مزورة وماضٍ إجرامي قذر وأعاد انتخابهم طيلة 14 سنة بلا أدني وازع أخلاقي ويعتقد انه يفعل الصح مادام السيد يفتي بذلك وعلى قول " ذبها براس عالم واطلع منها سالم " فهل طلعتم سالمين!

ام الشعب الذي لا يقرأ ولا يكتب ولا يدري ما يدور حوله خارج المقهى التلفزيوني هذا إن أصلا تابعه حيث هو يشاهد في أحسن الأحوال المقهى التلفزيوني الذي يبث له المخدر الذي يناسبه حسب عقيدته الدينية والسياسية والاجتماعية ان كانت له أصلا أي عقيدة تُحترم!

فعن أي تغيير بواسطة الشعب نتكلم! فلنواجه الحقيقة المرة والقذرة حد اللعنة بان هذا الشعب أدمن التظاهر والنواح والشكوى فقط في أروقة المقاهي بنوعيها التلفزيوني والشعبي. فهي مخدر مضمون النتائج ومنها يمارس هواية " الزحف " نحو امثاله من الـ " مناضلات والرفيقات والليبراليات" من مخلفات ما يسمى المجتمع المدني الذي أنتج منظمات " مدنية إنسانية " فاقت بإنتاجها ما أنتجته مواخير الحي الأحمر في هولندا وملهى الطاحونة الحمراء في باريس من دعارة.

ان هذا الشعب غالبيته البشعة جاهلة وامية مدقعة لا تقرأ ولا تكتب فعلا. حملة الشهادات هي شهادات لا تحمل قيمة الحبر الذي عليها وغالبيتها تم شرائه بعد بيع شيء من جسده او ماله او حتى مبادئه.

هذا الشعب لا يفقه غير منطق القوة شرط ان تكون قوة ظالمة وخارجية حيث هي لديها فقط الخبرة في قوة البُسطال المناسب لتغيير هذا الشعب وجلاوزته الحاكمين وليس من يجلس ويتمنى وينعق ويجامل ويسطر الاحلام والاراء الـ " بمبي " كما وصفتها القديسة سعاد حسني.

هذا شعب خرج من محو الاُمية نحو الاُمية

ولا عزاء للأغبياء

١٩ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page