
نشرت صفحة كي لا ننسى على الفيس بوك صورة نادرة لحضور شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري حفلا بمناسبة عيد ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي سنة 1974, الحفل الذي حضره أيضا الحزب الشيوعي في العراق. والقى الجواهري فيها قصيدته المشهورة عيد نيسان وهي مرفقة أيضا في الخبر.
في سبعينيات القرن الماضي كانت عدة أحزاب وجبهات تعمل بشكل حر في العراق رغم ان الحكم في العراق آل إلى حزب البعث العربي الاشتراكي في عام 1968. كان العمل وفق مبدأ الوطن يجمعنا حتى بدأت بعض الأحزاب بتنفيذ أوامر تصدر اليها من الخارج وسنأخذ هنا الحزب الشيوعي كمثال. ولأنه ذا ولاء خارجي بحت بل حتى تعاليمه ليست لتربية جيل ينتمي للعراق إنما لأفكار ماركسية او شيوعية فقط وتوسعية لا تعمق الشعور بالوطنية او القومية اطلاقا فهو حزب تمت ادلجته ضد الأفكار القومية لأي دولة. اجتمع حزب البعث العربي الاشتراكي في أكثر من مناسبة مع تلك الأحزاب واكبرها كان الحزب الشيوعي والذي لا نحتاج ان نعرف انه حزب تابع بالكامل للاتحاد السوفيتي الشيوعي آنذاك حتى انهيار النظام الشيوعي عام 1991. بدأت بعد سيطرة حزب البعث على مقاليد الحكم في العراق وسوريا الكثير من الحوادث والأمور تتغير بعيدا عن العمل الجماعي في خدمة الوطن وذلك بسبب ان كل حزب يريد الانفراد بالسلطة واقصاء الاخر لا سيما الحزب الشيوعي الذي يريد السلطة باي شكل وكانت الاحداث التي تلت قد أثبتت ان الحزب الشيوعي بدأ بتنظيم مؤامرات واغتيالات لقلب نظام الحكم في العراق. عندما نقارن الحزبين نرى ان البعث حزب قومي وطني لا يتلقى أوامره او يدين بالولاء لغير العراق في حين كان الحزب الشيوعي ولائه للاتحاد السوفيتي حصرا ولفكر مغلق تماما ومنغلق على نفسه والوطن عنده غائب تماما فالولاء للعقيدة الشيوعية وليس للأرض اطلاقا مستغلا الأرض نقطة انطلاق معتمدا على تخدير الفلاحين والطبقة الفقيرة (طريقة الأنبياء في نشر دين او معتقد) بان هذا الحزب هو لهم ويغريهم بالكلام المعسول بأنهم يجب ان يكونوا على قدم المساواة مع الغني او صاحب راس المال إذا ما امس بزمام السلطة وهو نفسه

ضد فكرة راس المال جملة وتفصيلا لكنه يتطلع وبشكل واضح للسيطرة عليه وتسخيره له فقط. لذلك حاول ان ينتشر بين الفلاحين من الجنوب العراق وبين الطبقة العاملة الغير متعلمة كهدف رئيس. فعندما خسر الرهان الذي راهنه على الطائفية بسبب تصرفات المدعو عبد الكريم جاسم (عبد الكريم قاسم) الذي لم يكن شيوعيا لكن ساعدهم فقط لتصفيه خصومه طائفيا من حزب البعث كي تكون التهمة لاصقة بالشيوعين ويخرج منها سالما فانقلب السحر على الساحر فخسر عبد الكريم جاسم راسه بعد 5 سنوات من انقلابه وظل الشيوعين في خانة المشكوك بأمرهم وتم وضعهم تحت المراقبة الجماهيرية ومراقبة باقي الأحزاب التي تنظر اليهم كحزب دخيل على العراق كونه يؤتمر من قبل قوة عظمى وهي الاتحاد السوفيتي ناهيك عن انه حزب ملحد والعراق بطبيعته بلد يعتاش على الدين والطائفة والطقوس الدينية منذ اكثر من 7 الاف سنة وهذا هو احد اخطاءه الرئيسية فهو فلم يأخذ ميول الناس واهوائهم بعين الاعتبار واعتقد انه سيغير الفلاح والفقير دينه بمجرد ان يرى صورة لينين او ماركس او يسمع خطبهم. لم يرق للشيوعين الوضع اطلاقاً رغم ان البعث دعاهم في أكثر من مرة وبالأخص من قبل الرئيس الراحل البكر وأعلنوا موافقتهم وتظاهروا بالموافقة والعمل سوية لكن ... لا يمكن ان تنسى العقرب طبيعتها. فبدأت خيوط المؤامرة تتكشف لإخضاع العراق للحظيرة السوفياتية ما ان ينجح الانقلاب ضد حزب البعث فقبل حتى انت يتنفس قادة الحزب الشيوعي ومع بداية عقد الثمانينيات أي بعد سنة بالضبط من تولي صدام حسين رئاسة الحزب والدولة طبق عليهم مبدأ حد الحرابة في كلمته المشهور " ان الذي يديه نظيفة ويضع يده تحت خده وينام فلن يوقظه أحد في منتصف الليل" وأضاف أيضا " كل من يقف بوجه الثورة يصير ألف يصير الفين يصير 3 الاف يصير عشر الاف أقطع راسهم دون ان ترتجف شعرة واحدة مني او يرتجف قلبي عليه "
فنفذ صدام حسين وعيده بعد ان ضاق البعث ذرعا بمؤامرات الحزب الشيوعي وولائه المطلق للاتحاد السوفيتي لا سيما ان أفكاره أصلا دخيله على المجتمع العراقي الذي هو مجتمع ديني أساس وعشائري قومي لا يمار في عروبته اطلاقا. بعض رموز الادب في العراق مثل شاعر العرب الكبير محمد مهدي الجواهري (إيراني الأصل) امتدح الثورة والحزب في عدة مناسبات ولم يعمل ضد حزب البعث او العراق اطلاقا منذ ان غادره طوعا سنة 1980 ولحد وفاته. ولم يدعم الجواهري الشيوعيين قط ومن يقول غير ذلك فليأتي بدليله. بل ظل يهاجم ويهجوا الملحدين ويقصد بها الشيوعيين حتى اخر أيامه وأشهر قصائده قرأها على المسامع في السعودية ابان تكريمه مع باقي الشعراء والادباء سنة 1996 وهجا فيها الملحدين علنا.
Kommentarer