top of page

أوروبا: الاتفاق النووي ليس رائعا ويجب التفاوض على شروط جديدة


ماكرون وتريزا ماي وميركل في اجتماع

صراع ومعارك كسر عظم وكما أسلفت في تحليلات سابقة إن الأوروبيين لا يريدون الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني بعد انسحاب ترامب حبا بإيران بل طمعا في استثمارات اقتصادية وعدتهم إيران بها على حساب شعبها المنكوب فالشركات الاستثمارية لم يثبت أنها عمرت أو طورت بلدا من بلدان العالم الثالث إطلاقا بل هي أدوات شفط الخيرات وبيع اردء منتجاتها لنفس البلد بأسعار خرافية مقابل الدعم السياسي لحكومات تلك الدول التي هي الأخرى تجلس على أنفاس الشعب وتقمع حرياتهم وطموحاتهم.

الأوروبيين يعلمون جيدا وكما صرحت ميركل وماكرون إن الإبقاء على الاتفاق النووي بصيغته الحالية غير ممكن فهم يحتاجون لعلاقاتهم الاستراتيجية عبر الأطلسي أي مع الولايات المتحدة وعليه يجب تعديل الاتفاق ليشمل عدة مواضيع أهمها البرنامج الصاروخي وهذا ما لن يقبله نظام الملالي في طهران حيث انه نظام يعتاش كالسرطان على دم وخلايا جيرانه و سيموت حتما إن لم يكن له ذلك.

الولايات المتحدة بدأت بوتيرة عالية العقوبات الاقتصادية التي أصدرت ثلاث منها في أسبوع وسيصدر الكثير منها قريبا بينما الأوروبيين لازالوا يعقدون الاجتماعات تلو الاجتماعات لإقرار لون حائط مقر الاجتماع وهل هو مناسب لجميع الأعضاء أم يحتاج عشرة اجتماعات أخرى!

هذه هي أوروبا العجوز يدورون في حلقة مفرغة وفي النهاية سيرضخون للأمر الواقع فهم بلا الولايات المتحدة سفينة تائهة وسط عالم كانوا بعيدين عنه لعقود طويلة بعد نهاية أبشع حرب أشعلوها بينهم ولم يتفقوا بعد على سببها ونتائجها. إيران نجحت في استغفالهم لكن لم ينطلي الأمر على الولايات المتحدة ولا على بريطانيا التي لا تكن للاتحاد الأوروبي الكثير من الثقة و والاحترام فبريطانيا هي الشريك للولايات المتحدة وليس للاتحاد الأوروبي.

عزم الاتحاد الأوروبي الإبقاء على الاتفاق النووي الإيراني يعرفه جيدا النظام الإيراني أنه عزم مشروط ولن يبقيهم على الكرسي لفترة طويلة فالمسالة مسالة وقت والملالي يصارعون الموت مع الوقت الذي لا يسير لمصلحتهم والأوروبيين اجتماعاتهم لن يكون لها نهاية أبدا.

 

مصادر إخبارية مختلفة قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الجميع في الاتحاد الأوروبي يتفق على أن الاتفاق النووي مع إيران ليس رائعا لكن علينا البقاء فيه، والاستمرار في المفاوضات مع طهران على هذا الأساس والتفاوض معها حول مواضيع اخرى مثل برنامج الصواريخ البالستية. وقالت المستشارة أنغيلا ميركل "على الرغم من الصعوبات التي نصادفها هذه الأيام، فإن العلاقات عبر الأطلسي هي ذات أهمية رئيسة وستبقى كذلك".

كلام ميركل جاء في مستهل قمة قادة الاتحاد الأوروبي التي بدات أعمالها الخميس في العاصمة البلغارية صوفيا، يناقش فيها القادة العلاقات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتجارة مع الولايات المتحدة وإنقاذ الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب واشنطن منه، وتقريب دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس إن على الاتحاد الأوروبي أن يحمي شركاته العاملة مع إيران من العقوبات الأمريكية التي يعاد فرضها بسبب برنامج طهران النووي.

وقال ردا على سؤال لدى وصوله لحضور قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بلغاريا إن كان قلقا من إعلان شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال أنها قد تنسحب من إيران بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني، إن الأمر متروك للشركات العاملة في أسواق شتى لاتخاذ قراراتها بنفسها.

وعبر عن تفهمه لقلق الشركات الكبيرة الراغبة في حماية مبيعاتها الأمريكية لكنه أضاف أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يساند الشركات الأصغر التي تريد مواصلة العمل مع إيران.

وقال ”الشركات الكبيرة التي لديها مصالح في العديد من الدول تتخذ قراراتها وفقا لمصالحها. ينبغي أن تكون لها حرية القيام بذلك“.

وأضاف ”لكن المهم هو أن يكون بوسع الشركات وبخاصة المتوسطة التي ربما تكون أقل انكشافا على الأسواق الأخرى، الأمريكية وغيرها، القيام بهذا الاختيار بحرية“.

وقال ماكرون إن فرنسا تدعم اقتراحات المفوضية الأوروبية بشأن حماية الشركات الأوروبية التي قد تتضرر بسبب العقوبات الأمريكية على التجارة مع إيران وتعويضها.

وفيما يتعلق بالخلافات التجارية الأوسع نطاقا مع واشنطن، فقد دعا أيضا إلى إعفاء كامل للاتحاد الأوروبي من الرسوم الجمركية الأمريكية على الصلب. وقال إن أوروبا يجب أن تحمي ”سيادتها التجارية“.

وقال رئيس المفوضية الاوربية جان كلود يونكر محذرا ان "الوسائل متوافرة وسنستخدمها. لكن يجب الا نخدع انفسنا هذه الوسائل محدودة". من جهته عبر غوتيريش الذي كان يقف الى جانبه عن أمله في ان "تحقق هذه الاجراءات النجاح".

وأعلنت مجموعة "توتال" الفرنسية انها ستنهي مشروع الغاز الكبير في ايران، والذي بدأته في يوليو 2017 اذا لم تحصل على استثناء من السلطات الاميركية بدعم من السلطات الفرنسية والأوروبية.

١٦ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page