top of page

الذي قيل ولم يقال . . بل غيتس حول فايروس كورونا



 

تطرق بل غيتس في اكثر من مرة حول فايروس كورونا بل اصبحت مقابلاته الصحفية وتصريحاته منصبة على الوباء وتحديدا على ايجاد اللقاح الملائم له بالاضافة الى انه اتخذ من مؤتمراته وجولاته العالمية وندواته في الخمس سنوات الاخيرة منبرا للترهيب من فايروسات قاتلة قادمة وكيف يجب ان نخشاها ونعد العدة لها. وهذا ليس من الصدفة بشيء.


ما سر مؤسسته المشتركة مع زوجته!


بل غيتس ليس عالم اوبئة وليس طبيب وليس عالم احياء بايولوجي وليس عالم ادوية وليس صاحب شركة ادوية وليس عرّاف ولا حتى فاعل خير, هو مستثمر رأسمالي. نقطة انتهى السطر.


بل غيتس مستثمر غير تقليدي اي انه تاجر لا يجيد ولا يفهم سوى لغة الاستثمار المتفرد والغير مُنافَس من قبل منافس كي يخلق معادلة الربح بلاخسارة فمشاريعه لا تخسر ابدا وربحها طويل الامد بل غير منتهي لانها تقع في صميم حاجة انسانية اي لا يستطيع الانسان العيش بدونها وترتكز على اقذر عامل وهو الاحتكار فلولا الاحتكار لما كان هناك بل غيتس ابدا, وكاد الاحتكار هذا ان يودي به عندما حكمت عليه محكمة في عهد بل كلينتون بتفكيك مايكروسوفت بعد ان ثبت انها تقوم بالاحتكار وهي جريمة يعاقب عليها القانون ثم التف على الحكم بعد تقديمه دعم خيالي لجورج بوش الابن الذي الغى الحكم عندما فاز بالانتخابات حينها.


في اخر مقابلة صحفية له مع قناة سكاي نيوز ركز على ان اللقاح ضد الفايروس قد لايظهر قبل نهاية العام الحالي باحسن الاحوال لكن على الاغلب سيكون خلال عام 2021.


واضاف مؤكدا ان هناك جهود ضخمة دولية مبذولة لانتاج اللقاح لكي يكون متاح للجميع وليس فقط للدول الغنية (هذه اشارة على استثمار ضخم) ولم يذكر انه سيكون مجانا ابدا فالمستثمرين لا يعرفون لغة المجان بل يحاربوها وان كانت على حساب الانسان نفسه فالانسان لديهم هو مصدر الربح مهما كانت الطريقة او شكل الاستثمار.


ثم راح يقول " نحن بحاجة لبناء مصانع حتى نتمكن في حال حصولنا على الموافقات النهائية من تصنيع ليس كمية قليلة فقط من اللقاح وانما كميات كبيرة" الموافقة تاتي من فريق طبي وعلمي ضخم يعمل لحسابه هو فقط.


وتابع بقوله " يجب انشاء مصانع في مختلف انحاء العالم من اجل توفير اللقاح للعاملين في القطاع الصحي والبلدان التي يتفشى فيها الوباء, يجب توفيره للجميع لوضع نهاية لهذا الوباء واستئناف حياتنا الطبيعية" وهنا يتكلم بكل ثقة عن سير طبيعي بلا ادنى شك عن ظهور حالة ثم السيطرة عليها وعدم انهائها بل استغلالها.


الكلام عن مصانع ضخمة تكلفتها تتراوح بين 10 الى 20 مليار دولار ليس امرا وقتيا فهكذا استثمار ضخم لن يكون على حساب حالة موقتة عديمة الربحية اذن الفايروس ظهر ليبقى وليس فايروسا وقتيا ثم يختفي!

انه استثمار ضخم والاستثمارات عادة لا تضع راس المال حيث يتبخر فالقاعدة تقول راس المال جبان, اليس كذلك!


لقد حدد بل غيتس بدقة موعد انتهاء الوباء (وليس الفايروس) فيما بين سطور كلامه حيث قال بالحرف الواحد " سنبدأ التصنيع في وقت ما من العام المقبل اي 2021, واتوقع ان نتمكن من تسريع العملية بفضل الجهود الكبيرة التي نبذلها"

يقول " التي نبذلها" مَن انتم ؟

اطباء؟

باحثين؟

شركات ادوية؟

ام مستثمرين ؟

هو طبعا يملك مؤسسة تدعي الخيرية في بعض اعمالها او هكذا يحاول افهام الناس على ماهيتها (هذا له تاثير في موضوع الضرائب حيث سيتمتع باعفاءات ضريبية جراء العمل الخيري) اسمها مؤسسة بل وميلندا غيتس.


اكرر, مادخل بل غيتس اللاعالم واللاطبيب واللاباحث واللابايولوجي واللاصيدلي في تصنيع لقاحات والتي تعتبر سوقا ضخما اخذين بنظر الاعتبار كيف سيكون حجمها بعد 5 سنين فقط من الان !

لماذا غابت منظمة الصحة العالمية تماما من حساباته بل لم يشر اليها لا من قريب ولا من بعيد وكانها غير موجودة بل فضل لان يذكر جهود الصين في تمويل الابحاث عن اللقاح وتعاونها معه!


لماذا الاستثمار في اللقاحات!


يبلغ حجم سوق اللقاحات العالمي (على اختلاف انواعه ومدياته) اكثر من 41 مليار دولار في عام 2018 ويتوقع ان يصل الى اكثر من 93 مليار دولار بحلول 2026. هذه الاحصائيات هي قبل ظهور وباء كورونا ولنا ان نتخيل مدى حجم الاستثمار والربح في هذا المجال سيكون في المستقبل القريب. حيث الاحصائيات هذه هي على الفايروسات الموجودة ولا تشمل الاوبئة القاتلة والتي تزيد من سعر اللقاحات اكثر والطلب عليها يكون فرضا لا نافلا (التوقعات شبه المؤكدة تشير الى ان على الاقل ثلثي سكان الارض سيصابون بفايروس كورونا المستجد كوفيد - 19)



هذه الاحصائيات اخذت بالاعتبار زيادة سنوية طبيعة بنسبة 10.7 % وكما ذكرت دون الاخذ بانتشار اوبئة قاتلة سريعة بعين الاعتبار.

يبقى ان نعلم ان هناك على الاقل اكثر من مليون ونصف المليون فايروس قاتل لها امكانية الانتقال من بعض الحيوانات الى البشر ولايوجد لها علاجات بل لا توجد لها اي احتياطات لكن التجارب والدارسات الموثقة على هذه الفايروسات القاتلة تمت من قبل باحثين وعلماء ولم تجد اذان صاغية لخطورتها (ان كانت بالفعل خطرة حسب الدراسات) فهل وجد بل غيتس ضالته فيها بعد ان تخلت الحكومات عن دورها الانساني في هذا وفضلت الاستثمار في الاسلحة والمليشيات المسلحة!


في اذار/ مارس من عام 2018 كنت قد نشرت تحليل لخبر مفاده إن الباحثين اكتشفوا مؤخرا بعد دراسات طويلة ودقيقة ان الفيروسات والبكتيريا، حتى تلك المميتة، تنتشر في الغلاف الجوي في جزيئات صغيرة، ولديها القدرة على الانتقال من جزء إلى آخر من الكرة الأرضية مع ذرات الماء والغبار وبسهولة متناهية.

خلال الدراسة، ومن أجل رصد طبيعة حركة الفيروسات قام العلماء ببناء منصة عالية في جبال "سييرا نيفادا" الإسبانية، حيث وجدت مليارات الفيروسات وعشرات ملايين البكتيريا تترسب يوميا في كل متر مربع وكثير من هذه الفايروسات قاتل.


حجم الاستثمار


الاستثمار هذا دخلت فيه اطراف دولية عديدة كما ذكر بل غيتس حيث صرح " باننا نقوم بمحادثات بناءة مع قادة من دول الخليج العربي واوروبا حول انشاء صندوق لفيروس كورونا المستجد"


كشف بل غيتس ان مؤسسته هي من تقوم بهذه الخطة لجمع التمويل وليس التبرعات وهذه ملاحظة مهمة حيث قال " اننا" اي يبدو ان هناك لوبي لهذا الموضوع يعمل على الاستثمار في اللقاحات الحالية والقادمة بل قد يكون هناك يوما الغاء للقاحات كانت تعد اساسية وواجبة للطفل عند الولادة وفي اشهره الاولى وقد يصار الى لقاحات جديدة او هي مجرد اضافة للقاحات (الواجبة) والتي ستشكل سوق قد يكون هو الاضخم بين الاسواق التجارية في العالم مع ارباح بارقام فلكية ومنافسة تكاد تكون معدومة فالحديث كان عن استثمار ولم يكن عن مؤسسة خيرية او داعمة للانسانية والبضاعة كانت الانسان نفسه والوسيلة كالعادة . . . قذرة



تحيتي

٥١ مشاهدةتعليقان (٢)

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page