top of page

روسيا: الاتفاق النووي يواجه خطر الانهيار


وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

رغم أن روسيا دعمت بشكل كبير مراحل المفاوضات للتوصل لاتفاق نووي مع إيران الامر الذي يثير الاستغراب وهو سابقة تاريخية ان الغرب لا سيما حلف الناتو عادة لا يدخل في مفاوضات مع دول من العالم الثالث في حالة خروج الأخيرة عن إطار الاجماع الدولي او العمل ضد مصالح الغرب فحلف الناتو يكتفي بفرض الأوامر وان لم يلتزم الطرف الاخر سيتم محاصرته بل تصل إلى قصفه عسكريا وتسقيط انظمته بأبشع الوسائل والشواهد كثيرة ومريرة. هذا الامر يسترعي الانتباه جدا ولا يوجد له أي تفسير سوى ان الاتفاق برمته كان فخا تاريخيا لإيران وروسيا بدليل ما بدأت تؤل له النتائج الان ولمدة خمس سنوات قادمة فالاتفاق النووي لم يعطي لإيران أي ثمرات عدى تصدير نفط ساهم بانهيار الأسعار وهذا امر يضر بروسيا فقط ولا يضر بالسعودية فروسيا بلد يترنح تحت العقوبات ويعتمد على تصدير الطاقة بشكل كبير بل مطلق. زيارة الملك سلمان التاريخية لموسكو لم تكن زيارة سياحية اطلاقا ولم يتم الكلام عن مضمونها كثيرا لكن نتائج ما بعد الزيارة أصبحت ملموسة وفي ذات الوقت روسيا لا تريد لأسعار النفط بالانهيار مجددا. روسيا ارادت من توقيع الاتفاق بقاء إيران ذراع روسي قوي في المنطقة وهذا ما لن تسمح به دول الخليج ذات التأثير القوي جدا على القرار الامريكي في المنطقة واذكر هنا بزيارة ترامب للسعودية وإسرائيل والتي طار فيها مباشرة من الرياض الى تل ابيب. اعطى الناتو النصر ولو ظاهريا لروسيا في سابقة خطيرة أيضا فهل عجز الناتو! هذا غير صحيح اطلاقا بل للنظر للخريطة الان كيف اصبحت. روسيا مبتهجة بالنصر رغم انكار سوريا وإيران لدورها في سوريا مما جعل الاسد يطير بطائرة شحن روسية إلى موسكو لتقديم الاعتذار وفروض الطاعة لكن هل تم قبولها! الاسد كان بقائه مرهون بإطالة امد الحرب والان وصلت مرحلة المفاوضات اي مصيره سيتقرر في المفاوضات وحتما ستكون هناك تنازلات اشارت امريكا لها بان شرطها عدم بقاء الاسد وايضا لن تكون المنطقة مسرحا لماعش (المليشيات الإيرانية في العراق وسوريا) فصار على روسيا الاختيار بين صديق راضٍ لها وهو السعودية وهي شريكة مؤثرة في الأوبك التي روسيا ليست عضوا فيها والسعودية حليف وليس عميل لأمريكا مثل إيران العميل لإسرائيل واستفادت منها روسيا والعميل عادة حياته قصيرة. اوروبا بدأت بالانقلاب على الاتفاق تماشيا مع الموقف الأمريكي فها هي فرنسا تعلن صراحة مواقفها تجاه النظام الإيراني وبريطانيا موقفها واضح أيضا ضده فلم يبقى إلا دول اوربية موقفها السياسي لا يؤخذ به اطلاقا مثل المانيا التي عرف عن سياستها الخارجية منذ بسمارك بانها فاشلة تماما. حصيلة الموقف النهائي ان انهيار الاتفاق النووي سيوفر فرصة لرفع أسعار النفط وفرصة لتغيير نظام من القرون الوسطى في إيران ليسمح بدخول الاستثمارات الغربية بصورة أفضل مما عليه الآن وأيضا إرضاء العلاقات الأوروبية الأمريكية التي هي محور العالم. والاهم من ذلك ان ترفع روسيا عن نفسها العقوبات الامريكية والاوروبية ويسدل الستار عن موضوع أوكرانيا وشبه جزيرة القرم وهذا لن يكون ثمنه إلا راس المرشد الأعلى في المنطقة.

 

إيلاف

أعربت روسيا، التي دأبت على التحذير من الغاء الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الغربية، عن اعتقادها من أن الاتفاق يقع تحت خطر الانهيار مع اتفاقات كبيرة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع المجلس الروسي للشؤون الخارجية اليوم الثلاثاء: "تقع تحت خطر الانهيار اتفاقات كبيرة، التي نعتبرها مثالاً على التفاعل البنّاء المتعدد الأطراف، وأنا أتحدث بشكل خاص عن الوضع حول برنامج النووي الإيراني".

وظلت روسيا تحذر على الدوام من "عواقب سلبية جدًا جدًا" إذا انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي الإيراني، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح في أكتوبر الماضي ردًا على تهديد الرئيس الأميركي بالانسحاب من الاتفاق، إن أي تحرك أميركي سوف تضر الأمن والاستقرار وجهود منع الانتشار النووي في العالم".

وأضاف: "نحن نعلم بالفعل الرد الإيراني، طهران سوف تخرج أيضًا من الاتفاق، ولذلك فإن روسيا سوف تواصل العمل من أجل توفير ظروف حل هذه الأزمة".

كما كانت وزارة الخارجية الروسية، حذرت من جانبها من إن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، يزعزع أمن واستقرار الأوضاع في الشرق الأوسط، مؤكدة "عدم وجود بديل آخر لهذا الاتفاق".

خطة عمل مشتركة

يذكر أن إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، توصلت، في 2015، لاتفاق لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني. وتم اعتماد خطة العمل المشتركة الشاملة التي تنص على رفع العقوبات عن إيران مقابل الحد من برنامجها النووي. ودخلت الخطة حيز التنفيذ يوم 16 يناير عام 2016.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن يوم 13أكتوبر الماضي، أن البيت الأبيض سيعمل مع الكونغرس على إزالة "العيوب الخطيرة" للاتفاق الدولي مع إيران حول خطة العمل الشاملة المشتركة.

وسبق لترمب أن أعلن أكثر من مرة عن رغبته بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، معتبرًا إياه أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة، إلا أنه صادق عليه مرتين، إذ أنه، منذ أن دخل الاتفاق النووي حيز التنفيذ في 16 يناير 2016، يتعين على الإدارة الأميركية أن تصادق عليه كل 90 يوماً، أمام الكونغرس.

١١ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page