top of page

كلمة ترامب التي اضحكت من يبكون جراء سياسته


ترامب خلال كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة

بقلم رياض بدر

مؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة سنوية لكل دولة لإظهار والإعلان عن سياساتها القادمة وأيضا سياستها الحالية والحديث عن بعض الأحداث العالمية المهمة ودورها فيه خصوصا إذا كانت دولة عظمى فهي من تخلق الأحداث والسياسة والكل يدور في الفلك هذا شاء أم أبى فالقوة الاقتصادية والعسكرية لها القول الفصل في نهاية الأمر وليس الخطابات الرنانة ومعتقدات القرون الوسطى التي أكل الدهر عليها وشرب.

ترامب تحدث عن سياسة الولايات المتحدة ودورها في كثير من القضايا وبشكل مقتضب لا سيما مباحثات السلام مع كوريا الشمالية واللقاء الذي تم بينه وبين رئيس كوريا الشمالي كيم جونغ أون ووصفه بالرجل الشجاع وفعلا إن من يقدم على خطوة السلام هو فقط الشجاع وليس المريب أو الجبان.

كانت القاعة تضج بصمت لا يكون إلا عندما يتحدث الرئيس الأمريكي بل حتى من الد أعداء أمريكا لأنهم يعون إن ما سيقال هو مهم جدا ورسالة واضحة لا تقبل التأويل أبدا على العكس من جعجعات أخرين عندما يبدؤون بالكلام تنفض القاعة ويظل يتكلم مع نفسه يريد إقناعها بأنه على حق وأنه لازال قويا لأنه تم منحه فيزا دخول لنيويورك كي يلقي الخطاب.

تحدث ترامب عن سياسة الولايات المتحدة ضد إيران وكيف إن الحصار سيشتد مع بدء تطبيق المرحلة الثانية من العقوبات الغير مسبوقة في شهر نوفمبر وكشف لأول مرة أن هناك عقوبات أخرى قاسية ستفرض ضد النظام الإيراني بعد حظر استيراد النفط من قبل الدولة الصديقة والحليفة للولايات المتحدة.

تحدث كثيرا عن إيران أكثر من أي نقطة أخرى متوعدا إياها بتعديل سلوكها بالقوة إن هي لم تصغ إلى المجتمع الدولي وكان مندوب إيران يجلس يستمع وبالطبع لم يكن روحاني بعيدا أيضا يسمع كل كلمة وقرار قاله الرئيس الأمريكي بل وحذر أذناب إيران أيضا والدول التي تؤويهم مثل سوريا والتي كان يجلس ممثلها الجعفري أيضا ويستمع لترامب وكيف أن الولايات المتحدة سوف لن تتأخر في الرد العسكري ضد سوريا إذا ما ارتكبت أي حماقة.

ترامب لم يتطرق أبدا للعراق ووضعه الحالي خصوصا أن العراق منذ 15 عاما يخوض في وضع خلقته الولايات المتحدة وهذا أن دل على شيء فانه يدل على أن الإدارة الأمريكية تعي جيدا بل تعلم إن الوضع في العراق سيتغير حتما وقريبا ليس شرطا للأحسن لكن بالتأكيد سوف لن يكون لأتباع إيران أي وجود في العراق قريبا حيث انتهت صلاحيتهم والمهمة التي أغرت أمريكا إيران بها وكعادة الملالي أكلوا الطعم من سذاجتهم وكان طعما مميتا وتاريخيا.

عدم التطرق بتاتا عن العراق يدلنا على أهمية العراق بالنسبة لأمريكا أي أنه أصبح يسير وفق أجندة أمريكية بحتة وان سياسة أمريكا فيه تخص أمريكا وحدها وليس لاحد التدخل فيها بل ليس لأحد أن يعلم ما يحدث وسيحدث في العراق إلا ما تسمح به أمريكا نفسها.

أثناء كلمة ترامب في الجمعية هوت العملة الإيرانية إلى مستويات غير مسبوقة بل أصبحت في حكم العملة المنهارة تماما حيث فقد أكثر من 75% من قيمتها خلال 3 سنوات فقط وباتت لا تحمل قيمة الورق المطبوعة عليه وبات الاقتصاد يعاني من مشاكل بل كوارث لا يمكن أن تُحل إطلاقا مهما فعلت الحكومة حيث أن الحصار خانق لدرجة أن التجار الإيرانيين لا يستطيعون شراء أي مواد أولية من خارج البلاد لاستحالة تحويل الأموال من جهة وأيضا فرق العملة الهائل والذي جعل الأسعار ترتفع بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ إيران.

سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران باتت تنعكس على ارض الواقع سواء في المنطقة أو في أسيا حيث أن الهدف المنشود هو تفتيت محور الشر لأغراض الوصول إلى الحدود مع الصين وروسيا وقطع أوردة التوسع الصيني في المنطقة.

كلمة ترامب كانت تحذيرا شديد اللهجة لدول العالم بطريقة جورج بوش الابن التي أطلقها عام 2001 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وهي معنا أم علينا لكن هذه المرة اقتصادية أكثر منها عسكرية فالخصم الأكبر هذه المرة هي الصين أما عصابات القرون الوسطى فقد باتت ورقة قديمة يلهوا بها صغار السياسيين والدول فقد انكشفت ولم يعد لها صدى قوي يستطيع تغيير سياسة عالمية أو حتى محلية فإرهابيي الأمس اتضح أنهم أصدقاء مَنْ ادعى محاربتهم وهكذا.

الإشارة لهذه السياسة تعني أن أمريكا ليست مقبلة على خطة جديدة إطلاقا بل على استكمال مرحلة تعثرت نوعا ما لكنها تسير بخطى حثيثة لا حياد عنها وإن على الأصدقاء والحلفاء السير معها وتأييدها وهذه إشارة للاتحاد الأوروبي الذي بات يحارب علنا سياسية الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص إيران والاتفاق النووي لكن هل فعلا يحتاج الاتحاد الأوروبي أن يقف ندا لأمريكا لأجل عيون ايران أم انه يريد هذه المرة جزءا كبيرا من كعكة ايران وليس كما حدث من كعكة العراق التي انفردت بها أمريكا أم هناك قصدا آخر وهو تجربة عزل السياسة الأمريكية عن السياسة الأوروبية لوجود مرحلة جديدة بدأها الاتحاد الأوروبي وهي مرحلة معاهدة أو إعلان برشلونة الذي كان من الممكن ين يغير خريطة العالم فعلا لو لا حدث ما حدث لكن الإعلان لم يم لهذه اللحظة والخطوات على أرض الواقع تقول أن أوروبا بدأت تعمل عليه مرة أخرى بطريقة جديدة سآتي على تفاصيل اكثر في هذا الخصوص في مقالة قادمة.

١٧ مشاهدة٠ تعليق

منشورات ذات صلة

عرض الكل
bottom of page