top of page

الرأي الاخر

عام·87 عضوًا



مقطع من كلمة هنري كيسنجر لمؤتمر دافوس تكشف الكثير والتي قوبلت ولاول مرة في تاريخ كيسنجر قوبلت بتهكم ورفض سواء من اوكرانيا او من ابواق حلف الناتو.


فيما يلي تحليل لكامل التصريح مع تحليل لمقابلة له نشرت قبل أسبوعين تأطر الوضع من الحرب في اوكرانيا وتداعياتها ومستقبلها. _______________________________

التحليل لكلمة هنري كيسنجر في ملتقى الاقتصاد العالمي في دافوس كذلك المقابلة معه في الفايننشال تايمز قبل اسبوعين.


في اسبوعين وفي مناسبتين مختلفين اوضح ثعلب السياسة ومهندس الحرب الباردة هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا السابق ومستشارها للامن القومي رايه حول ما ستصبوا اليه الاوضاع الدولية بسبب تصرفات حلف الناتو تجاه روسيا التي اشعلت ردة الفعل العسكرية الروسية المباغتة لهم.


لقد اكد على موضوع استفزاز الدب الروسي من خلال طرحه راي "العودة لحدود ماقبل الازمة" ويقصد ماقبل توسع حلف الناتو شرقا, وطلب من الحكومات الاوروبية ارغام اوكرانيا القبول بوضع روسي جديد يضمن لها بعض من المكاسب على الارض.

لقد اوضح بين سطور كلامه ان استمرار الحرب لشهرين اخرين سوف يكشف زيف شعار الحرية لاوكرانيا حيث ستتبين بانها حرباً ضد روسيا نفسها وليس لشعار حرية اوكرانيا, وهذا تحذير بان الحرب ضد روسيا لن يكتب لها النصر كما تشتهي اوروبا او حلف الناتو وإلا فان كيسنجر لن يهتم بالتحذير لاجل شعارات فارغة مثل الانسانية وحقن الدماء الخ من شعارات تعفنت تسوقها ابواق الناتو لا يصدقها إلا ساذج, فهو يعلم علم اليقين من هو بوتين وقوة روسيا الان التي تمتلك بالفعل جميع مفاتيح النصر في اي حرب طويلة ام قصيرة كانت من احتياطي غذائي ومعادن واسلحة وطاقة اي اكتفاء ذاتي وهي الادوات التي اذا ما جمعت في يد واحد فان اي حرب يشنها هذا الطرف لن يخسرها اطلاقا. (خسر هتلر الحرب فقط لان الطاقة لم تكن بيده رغم انه حاول وكانت هي سبب هزيمته وليس شيء اخر بينما الروس كانوا يملكون الطاقة والامن الغذائي فاطاحوا به) في حين ان الغرب لا يملك اي من هذه الادوات اطلاقا فالغرب اله تعتاش على تهديم الدول الضعيفة لامتصاص قوتها باذلال شعوبها والتاريخ يشهد عليهم ليومنا هذا.


لقد ذكرت في عدة مناسبات منذ بداية الحرب في اوروبا بان اوروبا وبالاخص حلف الناتو لن يصمدا لنهاية السنة بل قلت بالحرف الواحد انه خلال اشهر سينهار الحلف لانه يمثل بعض دول الاتحاد الاوروبي ولا يمثل لا اسيا ولا افريقيا ولا اي دولة لها كرامة وضمير بل بالضبط انه يمثل 3 دول فقط وهي انكلترا والولايات المتحدة وفرنسا اما الباقين فهم بين متارجح وبين قطيع انفراطهم مسالة وقت, ان لم يجلس الحلف جلسة صاغر امام روسيا للاتفاق على وضع جديد وانهاء توسع الحلف ابديا بخلق مناطق منزوعة السلاح في الخط الفاصل بين روسيا والغرب فان اوروبا ستنهار قريبا وستندلع اضطرابات في الشوارع الجلوس مع بوتين امر فيه نهاية الحلف ايضا لذلك قد لن يوافقوا إلا بحرب طاحنة تمسح خريطتهم نهائيا للمرة الثانية خلال قرن.


الغرب استنفذ كل اسلحته إن كانت اصلا اسلحة فاعلة فالاعلام نفذت تمثيلياته التي دأبنا عليها منذ سبعينيات القرن الماضي بل وصار يعيد التمثيليات السمجة التي طرحها منذ شهرين لدرجة ان شعوبه نفسها تزدريها و لاتصدقها, العقوبات الاقتصادية اضرت الغرب باضعاف ما اضرت روسيا بل بالدليل لم تتضرر روسيا اطلاقا كما تضرر الغرب بل زادت مداخيل روسيا جراء ارتفاع اسعار الطاقة والغذاء والمعادن التي هي عماد الاقتصاد الروسي بالاضافة لتوحد قوى فتية حول روسيا مثل الصين واسيا برمتها حتى الهند وامريكا اللاتينية بقيادة البرازيل اما افريقيا فكانت اس المعادلة الذي اطاح باحلام اوروبا فقد قالوا لهم بعد قرون من الذل والعبودية ... كلا


ماذا بقي للغرب!


هذا ما نستشفه بين سطور تصريحات كيسنجر المدوية الذي دعوه لمنتدى دافوس الاقتصادي (تحول الى سياسي بحت بغباء المخططين لدرجة ان الوفد الصيني غادر القاعة عند بدء قرقوز الناتو زيلينسكي القاء كلمة متلفزة من جحره في مكان ما) فكيسنجر اكد بين السطور ان الوقت ينفذ امام الغرب ولم يقل ان روسيا ستندحر بل في مقالة نشرت على الفايننشال تايمز قبل اسبوعين تقريبا قال ان عدم فهم الغرب لطبيعة وعقيدة الاخر احد اهم اسباب نشوب الصراع في اشارة لتجاوز الناتو حدوده وتوسعه شرقا الامر الذي استفز روسيا وجعلها تشعر بالخطر فكان الرد طبيعا وحق بالفطر وليس تعديا.

لو قارنا تصريح وتحليل كيسنجر مع ما يفعله ويقوله مراهقي السياسة امثال النازية اورسولا فون ديرلاين و شولز الالماني وبوريس الذي يصارع فضيحة السكر وطبعا كيسنجر لا يُقارن بهؤلاء لكن للتوضيح, لو قارنا بين طبيعة تصريحات الطرفين لوجدنا اختلافا جوهريا فتصريحات كيسنجر فيها حلول وتصورات مستقبلية لا تقبل الجدل بينما تصريحات مراهقي السياسة لا شيء فيها سوى التهديد والوعيد الفارغ الذي هو صفة الجبناء وصوامعهم فارغة ومصانعهم تلفظ انفاسها الاخيرة وعملاتهم واسهمهم باتت في مهب الريح وبنوكهم تصطنع الغش والارباك لشفط اكبر مبلغ من السوق قبل الانيهار ومديرة بنكهم المركزي ارتات ان تحذر من كارثة عل حبل المشنقة لا يطالها.


قد يكون كيسنجر قد قال رايه عن نهاية الحرب هذه مابين السطور لكن بلغة واضحة فقد قال في المقابلة التي ذكرتها مع الفايننشال تايمز " بعد الحرب في اوكرانيا" اي انه يتوقع ان الحرب ستنتهي بالاتفاق لا بكسر عظم روسيا فهذا مستحيل وخطر ايضا كما اوضح وهذا ما يرعب حلف الناتو فان اي نهاية لهذه الحرب دون كسر روسيا تعني شيئا واحدا, هو نهاية الحلف تماما.


تحيتي

Iraqi Iraqi
أحمد العاني

إنضم لقائمة البريد الالكتروني لتصلك كل الاخبار

bottom of page