ارسلت الولايات المتخبطة الامريكية الجمعة وفدا رسميا بصورة عاجلة الى جزر سليمان الواقعة في المحيط الهادئ ليهدد رئيسها بان اي اتفاق عسكري مع الصين لبناء قواعد عسكرية او تواجد عسكري صيني دائم هو امر يثير مخاوف كبيرة وسيقابل برد , ولم يفصح التصريح الرسمي الامريكي عن نوعية الرد او اي تفاصيل اخرى.
الصين لن تتخلى عن موطئ قدم في جزر سليمان فقد وقعت اتفاقية امنية مع الصين والتي قضت مضاجع حلف الشر (الناتو) لا سيما الولايات المتخبطة فهذه الجزر تعطي اطلالة وسيطرة لوجستية لمن يسيطر عليها على منطقة شاسعة في جنوب اسيا متاخمة لبحر الصين الجنوبي.
ارسال وفد رسمي لرئيس دولة فيه شيء من الاهانة حيث ان الوفد لم يكن الا بمستوى مبعوثين يحملون تهديدا لا اكثر وطبعا الرسالة وصلت للصينين وهذا هو المهم ولا استبعد تدبير انقلاب او احداث شغب في جزر سليمان ضد الحكومة الحالية فهذه عادة امريكية متعفنة.
يبقى ان نعلم ان الصين لن تتخلى عن موطئ قدم لها هناك فالجزر ايضا حيوية لها فهي قريبة من منافذ بحرية لاسيا وبالذات تعتبر بعد استراتيجي لمناطق بحر الصين خاصة من الجهة الجنوبية وهي كلها مناطق اسيوية كذلك قريبة من استراليا التابع الصغير لحلف الشر وقصر بكنغهام.
الولايات المتخبطة تدرك جيدا ان عنجهيتها انتجت دول كارهة فجزر سليمان لم يكن للولايات المتخبطة فيها حتى سفارة والان تريد فتح سفارة فيها وتقدم مساعدات طبية واجتماعية بعد ان قفزت الصين اليها, اي انها ردة فعل وليست ايمانا بحالة انسانية الامر الذي يضع وعودها وتصرفاتها موضع شك لما عرف عنها تخليها عن اي مواثيق توقعها او تعد بها.
جزر سليمان تقع في منطقة حيوية جدا فهي كانت مسرح عمليات عسكرية مهم في الحرب العالمية الثانية رجحت كفة الحلفاء بسبب سيطرتهم عليها, كما انها من ضمن اسيا كما ذكرت الامر الذي لن يترك كخيار للصين ان تسيطر عليها او لجعلها امنة ضد اي سيادة لحلف الشر فيها.
اعلان الصين وروسيا عن نهاية الهيمنة الغربية ليس من فراغ او تهديد اخرق كعادة الولايات المتخبطة فالامر نابع من دراسة وفهم للواقع فالولايات المتخبطة وحلف الناتو لا يقوى على الوقوف على قديمه فانى له البقاء مهيمنا على عالم اليوم وغد!
البقاء للاصلح وليس للاقوى بل حتى القوة التي كان الحلف يتمتع بها قد خارت وانتهت صلاحيتها بعد الحروب العبثية والعشوائية التي أضرموها في بقاع العالم انتج لا شيء سوى الكره الدولي لهم فاصبحوا مجرد صروح من خيال ستهوي بلا ادنى شك.
تحيتي