في سابقة الاولى من نوعها في الاتحاد الاوروبي وحلف الناتو الذي يدعي انه ينشر الديمقراطية وحماية حرية الرأي وقد هدم وخرب دول باكملها بهذه الحجج الواهية مثل العراق وسوريا وليبيا وحتى السودان وتدخل في مصر لنفس السبب بالاضافة الى تونس والتي اصبحت اليوم محد تندر دول العالم الشريف باكمله وليس دول الافلاس التاريخي.
لقد ربح اردوغان بالضربة القاضية بورقة الفيتو ضد انضمام السويد وفنلندا وفرض عليهم شروطه بالكامل وزيادة.
ستقوم الدولتين لا سيما السويد بتسليم كل اللاجئين السياسيين الذين سلمت انقرة قائمة باسمائهم تحت مسمى انهم ارهابيين وهم اعضاء في مجموعة فتح الله غولن المتهمين بتدبير محاولة انقلاب عام 2015 وكذلك افراد حزب العمال الكردستاني PKK بل حتى داعمين لاوجلان وكل مَن رفع صوته او يده بوجه تركيا سواء سابقا او مستقبلا فهذه اتفاقية مستمرة وليست ذا نفاذية محددة مادام هاتين الدولتين عضوين في حلف الناتو.
ستحظر السويد وفنلندا اي نشاط معادي لاردوغان او تركيا بالكامل وكل ما تسميه او ستسميه انقرة بانه ارهاب بل حتى على مستوى تظاهرات او حملات جمع دعم لصالح هذه الاحزاب وستعتبرهما احزاب او جماعات ارهابية وستمنع منح حق الجوء لاي شخص يهرب من تركيا ليلجأ الى اي دولة من هاتين الدولتين وقد يمتد الامر لاكثر من هذا.
الاهم في الامر اننا سنرى كيف الذين لجؤا الى السويد وفنلندا ومنذ سنين سيتعين عليهم الان إما الهرب مرة ثانية وقد بلغ بعضهم من العمر عتيا غالبيتهم لديهم عوائل بل ان اولادهم اصبحوا في منتصف العمر وكلهم حاصلين على جنسيات الدول التي يحتمون بها وهي السويد وفنلندا, هنا نتكلم عن مشكلة قانونية عويصة ستنفجر خلال فترة قصيرة في داخل هذه الدول بين الاجهزة القضائية والامنية.
لن تستطيع هاتين الدولتين التلاعب والالتفاف حول هذه الاتفاقية الموقعة رسميا بحضور اعضاء الحلف, فاردوغان يمتلك الورقة الرابحة بيده مازال, فهو يستطيع ان يكون ممرا امنا لسياسات بوتين في مناطق حساسة بل استراتيجية لحلف الناتو وهذا ان جازف به حلف الناتو فسيكون مشهدا تاريخيا بحق يقلب خريطة العالم راسا على عقب فستنقسم اوروبا نفسها حيث روسيا وتركيا يقعان في داخل القارة العجوز ويا ويل من شاطرته روسيا وتركيا.
وقد صرح وزير العدل التركي رسميا وقال "في إطار الاتفاق الجديد، سنطلب من فنلندا تسليم 6 عناصر من حزب العمال الكردستاني و6 من منظمة فيتو التابعة لجولن، كما سنطلب من السويد 10 آخرين، فضلاً عن 11 عنصراً من العمال الكردستاني".
لقد قرأت نص الاتفاقية وفيه ما لايصدق فهو باختصار الموافقة بالنص على كامل المطالب التركية دون نقصان بل وحتى مستقبلا, اي ان إذا قال اردوغان ان فلانا ارهابيا هرب من تركيا ولجأ الى دولة من حلف الناتو فعلى الدول تلك القاء القبض عليه وتسليمه لتركيا, هنا يجب ان نفهم ان هذه الاتفاقية هي دفعة تاريخية قوية لاردوغان فهي بحق انتصار ومكسب سياسي دولي له سيرفع من قدرته التفاوضية في اماكن اخرى مثل الشرق الاوسط.
سوف تظهر مشكلة بل مفارقة تاريخية كبرى وهي ان دول الاتحاد الاوروبي تقوم بتسليم معارضين لاجئين الى الحكومات التي هربوا منها والتي قد يواجهون فيها احكام بالاعدام او على الاقل بالمؤبد ليقضوا بقية حياتهم في غياهب السجون.
نلاحظ منذ بدأ العمليات العسكرية الروسية في اوكرانيا وهي تدخل شهرها الخامس ان الاتحاد الاوروبي تخلى عن كثير من مبادئة التي كان يباهي بها العالم والتاريخ, فقد رجع الى عصر الفحم والوقود الاحفوري وهي ضربة موجعة لخططه حول ما يسمى التغير المناخي وحماية البيئة كذلك ذهابه شرقا وغربا ولدول ليس لديه علاقة طيبة معها ليستجدي الطاقة والحبوب والان يتخلى عن مبادئه في حماية الراي الاخر والديمقراطية وحرية الانسان في التعبير, هذا ونحن فقط اكملنا 4 شهور حرب فما بال الاتحاد بسنين عجاف قادمات!
تحيتي