الرأي الاخر

🔺 هل تبرأ الناتو من أوكرانيا !

مع اقتراب عملية استرجاع روسيا لأوكرانيا بعملية عسكرية ضخمة هي الاكبر لروسيا منذ عقود طويلة (قد يكون هدف روسيا ايضا القاء القبض على رؤس الخيانة والمافيات الحكومية في كييف ومنعهم من الهرب) للقضاء على التوسع الخطر لحلف الناتو وايقاف تهديده للعمق الجيوسياسي لروسيا, فقد القى الرئيس الفرنسي اليوم كلمة في البرلمان الاوروبي كشفت الكثير من مشاكل الاتحاد الاوروبي بل اقول فضحت الخلاف العميق والجوهري بين الدول الاعضاء والذين جميعهم اعضاء في حلف الناتو, فضحت كيف ان حوالي نصف الاعضاء لا يودون الدخول في مشاكل مع روسيا وقد ابدوا موقف واضح بالابتعاد عن معاقبة او تاييد عقوبات ضد روسيا إذا ما اجتاحت اوكرانيا.

الاعضاء بينهم منقسمون لسبب ان الفريق المعارض لفكرة معارضة او مُعاقبة روسيا يرى ان اوكرانيا ليست دولة او منطقة مهمة لامن الاتحاد الاوروبي وان تقدم الناتو فيها هو فعلا استفز الدب الروسي.

من ناحية اخرى هناك الدول الاسكندنافية التي تشترك بحدود مع روسيا او تقع على الضفة الاخرى من روسيا وقد عبرت هذه الدول بصراحة عن مخاوفها من الوقوف ضد روسيا اذا ما اجتاح بوتين اوكرانيا خشية ان يتم معاقبتها من قبل روسيا بهجمات هي في غنى عنها لانها دول ضعيفة جدا وغير قادرة على تحمل هجمات لا سيما الهجمات السيبرانية.

ماكرون يريد في خطابه وبصراحة ان يكون هناك مكاشفة ومصارحة مع روسيا لضمان عدم المساس بامن الاتحاد الاوروبي, اي نحن هنا نرى رسالة سلام, فقد قال بالحرف الواحد أن الاتحاد يجب أن يصل بنفسه إلى وضع يجعله يحظى بالاحترام بما في ذلك عدم الاعتماد بشكل أساسي على روسيا في امدادت الطاقة.

فهل قرر الاتحاد الاوروبي فعلا ترك اوكرانيا تواجه مصيرها وتسلميها للدب الروسي بعد حساب بسيط هو ان هذا البلد قد نخره الفساد حتى مع الحكومات التي دعمها الاتحاد الاوروبي وصار مرتعا للمافيات ولا ينقص الاتحاد الاوروبي ان تنضم اليه دولة مثقلة بالفساد.

يبقى ان نعلم ان استفاءا اجري في اوكرانيا قبل ايام حول سبر غور ميول الشعب الاوكراني للتدخل الروسي فكانت النتيجة هي ان 55% من الشعب يؤيد تدخل روسي مما جعل حلف الناتو يفكر الف مرة قبل ان يغامر في افغانستان اخرى.

تحيتي